mido mix
الاشراف العام
تاريخ التسجيل : 17/03/2014 عدد المساهمات : 30 التقييم : 6 العمر : 26 البلد : مصر
| موضوع: التهاب العيكل العظمي 22.03.14 22:00 | |
| يوجد هنالك خلط لدى الناس بالنسبة لتعريف الالتهاب. فبنظر معظم الناس، الالتهاب عبارة عن عدوى تسببها الجراثيم وتعالج بواسطة المضادات الحيوية، والتي هي عبارة عن دواء يدمر الجراثيم؛ لكن هذا ليس سوى جانب واحد لحالة العظام المعرفة بمصطلح التهاب (Inflammation). اما الحالة الاخرى، وعادة ما تكون اكثر شيوعا، فهي الالتهاب او رد فعل التهابي، الذي لا يكون ناجما عن عوامل ملوثة، مثل الجراثيم او الفيروسات، انما هي نتاج العمليات البيولوجية الميكانيكية (Biomechanical) في الهيكل العظمي، التي سوف يتم توضيحها لاحقا. الالتهاب العدوائي (Infection) في الهيكل العظمي: ان الهيكل العظمي معرض للاصابة بالعدوى في اي مركب من مركباته: العضلات، الاوتار، العظام والمفاصل. قد تكون العوامل الملوثة جراثيم، فيروسات او طفيليات مختلفة. ان بعض العوامل الملوثة هي تلك الموجودة في الجسم الذي يعاني من سوء التغذية، او لسوء يلحق موضعا محددا من الجسم، كما هي الحال عند الاصابة بجرح، كدمة او عند اجراء عملية جراحية. تبدا هذه العوامل الملوثة بالتكاثر، مما يؤدي الى حدوث العدوى. تختلف انواع العوامل الملوثة باختلاف العمر، سبب العدوى والبيئة المحيطة؛ فعلى سبيل المثال، العدوى الطفيلية هي من سمات البيئة الريفية، خاصة كتلك التي تسودها ظروف نظافة متدنية. يشهد العالم مؤخرا، ازديادا في حالات العدوى في الهيكل العظمي، الناجمة عن الجراثيم، ولدى مرضى الايدز (AIDS)، وغيرهم من المرضى الذين يعانون من سوء التغذية. فيما يلي تصنيف هذه العداوى لفئات: الاطفال: تعد العدوى في العظام، في هذه الفئة العمرية، شائعة نسبيا - التهاب العظم والنخاع العظمي (النقي) (Osteomyelitis)، ويختلف نوع الجراثيم المسببة باختلاف عمر المصاب. من ابرز العلامات السريرية، هي الحمى والام حادة، مما يجعل الطفل يرفض ان يدوس على الارض بواسطة طرفه المصاب. عادة ما تستقر العدوى في العظم بمنطقة تدعى كردوس (,,,,physis) الغنية نسبيا بامدادات الدم والذي يقع بالقرب من المفصل والجزء الطويل من العظم، الذي يعرف بالجدل (Diaphysis). العدوى في العمليات الجراحية: انه على الرغم من كل التدابير التي يتم اتخاذها لمنع العدوى خلال العمليات الجراحية، مثل: انظمة تنقية الهواء، الملابس والمعدات المعقمة (Sterile)، الا اننا ما زلنا نشهد حالات عدوى تحدث اثر اجراء العمليات الجراحية. بالطبع، عندما تجرى عملية جراحية لعلاج كسر مفتوح (Open fracture) حدث في بيئة ملوثة: حقل، شارع، حرب، فان خطر الاصابة بالعدوى يكون كبيرا وقد يصل الى 30 % واكثر. اما في العمليات الجراحية الانتقائية فان خطر التلوث هو الاقل، وتتراوح نسبته ما بين 0 % - 3 % بحسب نوع العملية الجراحية. العدوى في المفاصل الاصطناعية: نشهد في السنوات الاخيرة، ومع تزايد عدد المرضى الذين تم زرع مفاصل اصطناعية في اجسادهم، اعدادا متزايدة من المرضى الذين يصابون بالعدوى في المفاصل الاصطناعية في: الركبة، الورك او الكتف. الالتهاب غير العدوائي (Inflammation): تتميز هذه الحالة بعدة مركبات التهابية، باستثناء المركب الرئيسي – العامل الملوثة. اي انه تظهر بعض الاعراض التقليدية : كالحمى، الاحمرار، الالم، التقييد في الحركة، لكن دون تحديد مسبب العدوى (العامل الممرض: جرثومة او فيروس). ينجم هذا النوع من الالتهاب عن حدوث احتكاك الوتر داخل الاطار الذي يتحرك فيه، او الاحتكاك مع نقطة التقاء الوتر بالعظم، او نتيجة لكدمة موضعية، وهذه هي الحالة الشائعة، نتيجة لجهد مفرط للعضلة/ المفصل في حالة عدم التحضير او القيام بالاحماء بشكل يتلاءم مع الجهد المبذول. الحالة الكلاسيكية هي عندما يقوم شخص ببذل جهد بدني حاد (في بعض الاحيان عن طريق تفعيل مجموعة محددة من العضلات فقط) من دون تمارين الاحماء المسبقة لاعداد الجسم. ان الهدف من تمارين الاحماء المسبق هو الملاءمة بين مجموعة العوامل التالية: العضلة/ الوتر/ المفصل مع الجهد المطلوب. على سبيل المثال التهاب اوتار الكوع في جانبه الخارجي، المعروفة باسم " كوع التنس" (Tennis elbow)، لا ينجم فقط عن لعب التنس لفترة طويلة، وانما نتيجة للجهد المبذول لرفع حمل، او اي حركة تتطلب المجهود من اليد. الالتهاب الشائع بوتر اخيلس (Achilles tendonitis) بالقدم/ الكعب، غالبا ما يحدث نتيجة للجهد المبذول اثناء القفز/ الجري دون القيام بتجهيزات/ تمارين احماء مسبقة. لذلك، اليوم، مع زيادة الوعي لاهمية ممارسة التمارين الرياضية، من المهم التاكيد على ضرورة تمارين الاحماء/ اعداد الجسم للجهد بواسطة القيام بسلسلة من التمارين. يجب البدء بتمارين خفيفة، وزيادة شدة المجهود الساكن (Static) والحركي (Dynamic) في العضلات والاوتار بشكل تدريجي، حتى تصبح جاهزة للقيام بالمجهود الجسدي. يوجد هنالك فصل منفرد يعنى بموضع الالتهاب، التهاب المفاصل، سواء كانت من نوع الفصال العظمي (Osteoarthritis)، او روماتوئيدية (Rheumatoid) (راجعوا موضوع الفصال العظمي - Osteoarthritis). باختصار، لا بد من التمييز بين الالتهاب الناتج عن العدوى، والذي يتطلب العلاج بواسطة المضادات الحيوية، وبين الالتهاب غير العدوائي والذي لا يتطلب علاجه استخدام المضادات الحيوية، انما يستلزم علاجا موضعيا. أعراض التهاب جهاز الهيكل العظمي يتم تحديد التشخيص لدى الاطفال عن طريق الفحص السريري، المعطيات التي تدل على وجود التهاب في فحوص الدم، وفحوص تصوير مناسبة: كالتصوير بالاشعة السينية، فحص الامواج فوق الصوتية (US)، والتصوير باستخدام المسح بالاشعة (Bone scan). ان اعراض العداوى الناجمة عن العمليات الجراحية والتي تظهر في مرحلة مبكرة، تشمل: الحمى، الاحمرار، الالم، ولاحقا افرازات تحتوي على الجرثومة، المسببة للعدوى. يصاحب تكاثر العوامل العدوائية في الالتهاب غير العدوائي عادة افراز سموم من الجرثومة، وتدمير الانسجة التي تتكاثر بها الجرثومة، وبالتالي يؤدي ذلك لظهور اعراض الالتهاب التقليدية: ارتفاع الحرارة (الموضعي و/او المجموعي)، الالم، التورم، الاحمرار (بسبب توسع الاوعية الدموية في المنطقة المصابة بالعدوى)، وتقييد حركة العضو /الطرف/المفصل المصاب.
| |
|